20 March 2025
5 MINS

الأسئلة التي يجب طرحها عند البحث عن مدرسة جيدة

الأسئلة التي يجب طرحها عند البحث عن مدرسة جيدة - The right questions to ask when looking for a great school الأسئلة التي يجب طرحها عند البحث عن مدرسة جيدة - The right questions to ask when looking for a great school

عند البحث عن مدرسة جيدة، هناك مصادر لا حصر لها للبيانات والتي ينبغي استخدامها. يمكنكم التمعن في نتائج اختبارات المدرسة والجامعات التي يلتحق بها طلابها ومواقعها الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن دلائل على أنها قد تكون المكان المناسب.

لكن ينبغي أيضًا البحث في ذاتك عن تطلعاتك وأمنياتك. فما الذي تريده تحديدًا لطفلك، بعيدًا عن الأهداف العامة، مثل أن يكون "سعيدًا وناجحًا"؟ إنه سؤال مُحيّر يحتاج إلى أن تتأمل في أفكارك بشأن التعلم، والمجتمع، وربما حتى معنى الحياة الهادفة.

 

هل تفي المدرسة بوعودها؟  ابحث عن الأدلة الواضحة.

 

في كثير من الحالات، يبدأ الأمر بتحديد ما إذا كانت المدرسة تحقق ما تعد به. وهذا يعني البحث عن أدلة ملموسة على قيم المدرسة، ومعرفة كيف توازن بين الرفاهية والجوانب الأكاديمية. هل تشجع بيئة التعلم على حب الاستطلاع والتعاون؟ وهل تدعم النمو العاطفي والاجتماعي؟ هل هناك بهجة جنبًا إلى جنب مع الجدية الدراسية؟

يرى بارنابي ساندو، مدير مدرسة نورد أنجليا الدولية في دبلن، أنه أثناء زيارة الآباء للمدرسة، يُفضّل أن يقضوا بعض الوقت في فصول الدراسة والتجول بها.

 فيقول "انظروا إلى طريقة ترتيب فصول الدراسة، ليست صفوفًا للحفظ والتلقين بالطريقة التقليدية". "انظروا إلى الفرص المتاحة لحب الاستطلاع والتعاون والشعور بالهدف والطموح."

 ويستطرد قائلًا، إن الشعور بالاستقلالية هو عامل في منتهى الأهمية، وأحد الدلائل الواضحة على ذلك هو عرض أعمال الطلاب بطريقة غير نمطية، بعيدًا عن النهج النمطي.

 ويقول كذلك "إذا لاحظت أن المخرجات مختلفة تمامًا، فهذا يعني أن الأطفال قد وجدوا شيئًا أثار اهتمامهم فتابعوه وتعمقوا فيه، لأنهم اكتشفوا شغفهم"

"إن النهج الذي يعزز فضولهم يعني أن الأطفال مشاركين بفاعلية. ستفرز أدمغتهم السيروتونين والدوبامين، وسيتعلمون لأنهم يريدون أن يتعلموا."

ويقول، وذلك على عكس دفعهم نحو الامتحانات، حيث يعيشون في خوف مما قد يحدث إذا فشلوا، مما يغمر أدمغتهم بالأدرينالين والكورتيزول، فيتعلمون بدافع الخوف".

 

تأكدوا أنكم تجربون مدرسة "حقيقية".

 

لذلك، من الضروري أن تسأل نفسك عما تبحث عنه من أجل تجربة طفلك في حجرة الدراسة. وتنصح أونا كارلين، مديرة المدرسة البريطانية الدولية في واشنطنقائلًة، ثم عند زيارتك للمدرسة، اسأل الموظفين عن ذلك الأمر تحديدًا.

وهي توصي بأن يزور الآباء المدرسة المحتملة بأنفسهم، ويُفضّل أكثر من مرة، وأن يجروا محادثات صريحة وصادقة مع المعلمين هناك، ويتعرفوا على كيفية "فهمهم لعملية التعلم والأساليب المختلفة التي قد يستخدمونها".

وتقول "إن المدرسة الجيدة ستكون قادرةً على شرح كيفية تخصيص الدروس بها بالنسبة للطلاب وذلك لضمان قدرة كل طالب على التقدم".

كما تنصح بزيارة المدرسة خلال يوم دراسي عادي. وتستطرد قائلةً أن مدرستها تقدم "العديد من الفعاليات المفتوحة"، والتي تختلف عن الأيام المفتوحة التقليدية، لأنها تُظهر "ليس فقط الأنشطة المبهرة والمثيرة، بل أيضًا الأعمال اليومية وآلية عمل المدرسة."

بالنسبة إلى تريسي كونور، وهي مديرة مدرسة ليمن الدولية في تشنغدو، فإن الوضوح بشأن كيفية تلبية احتياجات الطلاب الذين لديهم متطلبات إضافية يُعد أمرًا أساسيًا. وتنصح الآباء أن يتعرفوا على سياسة الدمج ويتابعوا تفاصيل تطبيقها.

"هل يتم إخراج الطلاب من الفصل للحصول على الدعم، أم يتم تقديمه داخل حجرة الدراسة؟ وتتساءل "هل يوجد أعضاء متخصصون ومدربون جيدًا من الفريق الدراسي لتقديم هذا الدعم؟"

 

اجعلوا أطفالكم يشاركون في القرار.

ينبغي أن يكون اختيار المدرسة المناسبة عملية تشاركية بين الآباء والأطفال. وبالنسبة للمتعلمين الأصغر سنًا، فهذا يعني في الغالب إتاحة الفرصة لهم لتجربة بيئة المدرسة بطريقة مريحة وطبيعية.

وتوضح بارنابي ساندو: "تقدم العديد من المدارس جلسات "البقاء واللعب" ، والتي تتيح للأطفال استكشاف الفصول الدراسية، والتفاعل مع المعلمين، والمشاركة مع الطلاب الآخرين في بيئة غير رسمية. وقد تكون هذه التجارب ذات قيمة كبيرة في مساعدة الآباء على قياس مستوى راحة طفلهم واستجابته الطبيعية للمكان— ففي النهاية، الطفل الذي يشعر بالراحة على الأرجح سيكون أكثر قدرة على التطور والنجاح."

بالنسبة لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، فإن إشراكهم في القرار هو أمر بالغ الأهمية. ففي هذه المرحلة، يكون لديهم شعور أوضح باهتماماتهم وتفضيلاتهم التعليمية وطموحاتهم.

وتشجيعهم على طرح الأسئلة والتعبير عن آرائهم أثناء زيارات المدرسة يساعدهم على الشعور بأن صوتهم مسموع. والأهم من ذلك، فالتأمل في كلماتهم، من خلال تقدير بمخاوفهم أو تطلعاتهم أو حماسهم، يُظهر لطفلك أن آرائه لها أهمية في نظرك. وهذا الأمر يبني الثقة ويساعدهم على تنمية إحساسهم بالمسؤولية تجاه تعليمهم، مما يعزز فكرة أن القرار النهائي هو قرار مشترك وليس مفروضًا عليهم.

 

هل الطلاب سعداء وهل يتم الاهتمام بهم؟ لا تخجل من الأسئلة.

فهذا السؤال يتقاطع مع السؤال عن نوع الدعم المتعلق بالرفاهية الذي قد يستفيد منه طفلك. إنه موضوع ذو أهمية كبيرة لجميع المدارس، لكنه أكثر أهمية في المدارس الداخلية، مثل المدرسة السويسرية الدولية للعلوم في دبي، التي تديرها المديرة روث بيرك. إذا كنت تفكر في مدرسة سيقيم بها طفلك لفترات طويلة من العام، فالتأكد من وجود أنظمة مناسبة تضمن له الشعور بالرعاية، خاصةً خلال الأوقات الصعبة، يجب أن يكون هدف رئيسي.

وتقول السيدة بيرك "التواصل الصريح والشفافية هو أمر محوري عندما يشعر أي طالب أو والداه بوجود صعوبة أو مشكلة". "فوجود أشخاص موثوق بهم، وإقامة العلاقات على الاحترام والرعاية، سيساعد في التعرف المبكر على المشكلات وفتح الحوار لإيجاد الحلول." 

ومرةً أخرى، هناك قيمة كبيرة في أن تكون حازمًا عند مناقشة مثل هذه الأنظمة.

يقول بارنابي ساندو: "بدلًا من الاعتماد على الانطباعات السطحية أو الحدس فقط، أعتقد أن لديك كل الحق في أن تسأل عن الأساليب النظامية التي يستخدمها المسؤولون عن الرعاية الطلابية لمعرفة مدى سعادة الطلاب."

تستخدم مدرسة نورد أنجليا الدولية في دبلن نهج بيرما (PERMAH). ينقسم هذا النهج إلى ستة جوانب: المشاعر الإيجابية، والاندماج، والعلاقات، والمعنى، والإنجاز، والصحة، ويقدم "إجراءات فعلية وملموسة يمكن [للطلاب] اتخاذها لمعالجة كل من هذه الجوانب".

 

 

تعرّف على مجتمع أولياء الأمور في المدرسة

أثناء البحث عن مدرسة، استكشف كيف يتم استقبال أولياء الأمور، وما هي جهود "بناء المجتمع الواعي" التي تُبذل.

يقول ساندو: "نحن محظوظون للغاية لوجود مقهى مع صالة مخصصة لأولياء الأمور، وهو في الواقع، فإن أولياء الأمور هم من قاموا بإنشائه." "إنه دليل ملموس على وجود مجتمع حقيقي، ورغبة أفراده في قضاء الوقت معًا في نفس المكان."

 

الحياة خارج حجرة الدراسة. اسأل عنها.

 

وماذا عن حياة طفلك خارج حجرة الدراسة؟ هل سيستمتع بجدول حافل بالأنشطة الرياضية والنوادي، أم سيشعر براحة أكبر في مكتبة مجهزة بشكلٍ جيد؟ تقول أونا كارلين أن عليك استكشاف كيف يمكن للمدرسة أن تساعد طفلك على التطور بشكلٍ ناجح خارج المنهج الدراسي، سواء من أجل المتعة أو حتى لاستكشاف مسارات مهنية مستقبلية.

 "إذا كانوا يرغبون في أن يصبحوا أطباء، فاسأل عما إذا كان هناك نادٍ طبي. وإذا كانوا مهتمين بدخول عالم السياسة، فاسأل هل هناك نادٍ للمناظرات أو نموذجًا للأمم المتحدة؟"

وتتابع قائلةً، كذلك فكّر في المهارات الحياتية الأخرى التي تريد أن يكتسبها طفلك، من الوعي المالي إلى الطهي.

وتقول ضاحكة "إذا كنت تستطيع تحضير سباغيتي بولونيز جيدة، فهاذ يساعدك على تكوين صداقات عندما تذهب إلى الجامعة".

 

تذكّر هذا دائمًا...

في النهاية، سيتجاوز اختيارك للمدرسة مجرد الجوانب اللوجستية والتصنيفات الأكاديمية، وسيكون، في أفضل الأحوال، متعلقًا بالانسجام. ولكي تجد المدرسة المناسبة، ستحتاج إلى البحث في قناعاتك الخاصة ومحاولة فهم قناعات المعلمين والقادة في المدارس المحتملة التي تفكر فيها.

بعد ذلك، يمكنك الانخراط في حوار دقيق ومركّز يتناسب مع أهمية هذا القرار، الذي لا يتعلق فقط باختيار مدرسة، بل ببناء شراكة تساهم في تشكيل حياة طفلك.

 

أسئلة تطرحها على نفسك

 


القيم


  • ما القيم الأساسية التي تؤمن بها فيما يتعلق بالتعليم؟ كيف يبدو النجاح في التعليم والحياة بالنسبة لعائلتك؟
  • هل تبحث عن مزيدٍ من الابتكار أم الأمور التقليدية؟
  • ما هي قيم المدرسة التي تفكر فيها؟ كيف تعكسها المدرسة في التعليم والتعلم اليومي؟
  • ما مدى المشاركة التي ترغب بها؟ هل تفضل أن تترك المدرسة تتولى المسؤولية بالكامل، أم تود أن تكون مشاركًا في كل خطوة من الرحلة التعليمية لطفلك؟

 


آراء طفلك

  • ما رأيهم في المدرسة؟ ما الذي أعجبهم فيها؟ هل لديهم أي مخاوف أو تساؤلات بشأنها؟

 

بيئة التعلم

  • ما نوع بيئة التعلم التي توفرها المدرسة؟ هل يشارك الطلاب في تعلمهم ويستمتعون به؟
  • كيف يتم التعامل مع الاحتياجات الخاصة؟ ما هي سياسات الدمج في المدرسة؟
  • ما نوع المجتمع المدرسي الموجود بالمدرسة؟ هل يتناسب مع احتياجاتك؟

 


التواصل

  • كيف تتواصل المدرسة مع العائلات؟ هل ستشعر بالراحة والوضوح مع هذه الطريقة؟
  • ما مدى شفافية المدرسة عند مواجهة التحديات؟