25 February 2025
4 MINS

في حديث مع سير بيتر وانلس: حماية الأطفال في المدارس ومستقبل حماية الأطفال

في حديث مع سير بيتر وانلس: حماية الأطفال في المدارس ومستقبل حماية الأطفال - In Conversation with Sir Peter Wanless on safeguarding في حديث مع سير بيتر وانلس: حماية الأطفال في المدارس ومستقبل حماية الأطفال - In Conversation with Sir Peter Wanless on safeguarding

السير بيتر وانلس هو الرئيس التنفيذي للجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال بالمملكة المتحدة، والذي تولى هذا المنصب من عام 2013 حتى 2024. تقوم الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال، والتي تجمع حوالي 125 مليون جنيه إسترليني سنويًا، بتشغيل حوالي 1,500 موظف في جميع أنحاء المملكة المتحدة مع ما يقرب من 8,000 متطوع. ومن خلال خط الطفل، وهو خط مساعدة يعمل على مدار الساعة لأي طفل لديه قلق أو مخاوف، تقدم الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال ما يقرب من 200,000 جلسة إرشاد نفسي فردية في العام وكذلك مُضيفًا موارد متاحة عبر الإنترنت. 

وبالإضافة إلى التوعية بشأن إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم، وحملة التوعية بشأن قانون الأمان عبر الإنترنت 2023، فقد توقع بيتر بالتوسع في خدمة تحدّث كي تبقى آمنًا، وهي خدمة لمساعدة الصغار في مرحلة التعليم الأساسي في فهم طبيعة الإيذاء والإهمال وماذا يمكنهم فعله إذا كان هناك قلق أو خوف.  ويختار أكثر من 90% من مدارس المملكة المتحدة التواصل معها. 

تم تعيين بيتر في منصب مستشار حماية مستقل في مؤسسة تعليم نورد أنجليا في يناير 2025. ويتبع بيتر المجلس الاستشاري للتعليم، والذي يرأسه اللورد ديفيد بوتنام، ويرفع تقريره إليه.

ما أكبر ما تفخر به في المدة التي ترأست فيها الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال؟

إنني فخور بأننا حافظنا على وضع حماية الطفل وإساءة معاملة الطفل وإهماله في الضمير العام مما شكّل نوعًا أكثر وضوحًا من الوعي والفهم لطبيعة وقياس وانتشار هذه القضايا. 

يسًرني أننا كنا في صدارة الحملة على العالم عبر الإنترنت ليكون آمنًا للأطفال مثل العالم الواقعي. إننا لا نؤمن بأنه ينبغي ألا نغلق على الأطفال ونجعلهم معزولين عن الحياة. فإن لهم الحق في الاستمتاع بمزايا الطفولة، سواءٌ كان هناك خطر مصاحب للطفولة أم لا. لقد كنا في طليعة الحملة الخاصة بقانون الأمان عبر الإنترنت في المملكة المتحدة، والذي وضع التزامات قانونية على الأشخاص الذين يصممون منتجات وخدمات رقمية، كي يبذلوا العناية الواجبة تجاه الشباب والذين يستخدمون تلك المنتجات والخدمات.  وأخيرًا، لقد عملنا على خلق تواجد شامل قريب في مدارس المملكة المتحدة كي نجعل من السهل على الكثير من المنظمات والشباب والأسر ن يتعلموا، بالطريقة التي تنسب أعمارهم، عن كفية البقاء آمنًا من الإساءة والإيذاء، بطريقةٍ ينبغي أن تكون طبيعية ومباشرة.

لنتحدث عن الحماية في المدارس وربما نبدأ بما هو واضح: ما سر أهمية الحماية؟

أعتقد أن الطفل الآمن والسعيد هو طفل لديه استعداد وقدرة على التعلم والنمو. إن خلق بيئة من الأمان والرفاهية المادية والنفسية هو أمر جيد في حد ذاته، لكنه أيضًا أمر في غاية الأهمية في مساعدة الشباب على معرفة أنفسهم والتطور من أجل تحقيق إمكاناتهم. ويبدو أن الحرص على الأمان والرفاهية شرطًا مُسبقًا ضروريًا لكل شيءٍ آخر.

كيف ترى تغير الحماية، وما هي بعض التحديات الخاصة بالمدارس في هذا الوقت؟

أعتقد أنه كان هناك اهتمام متزايد بشأن الحماية لأن الأشخاص قد شاهدوا أمورًا تسوء بالنسبة للأطفال وبطرق مُفزعة. وقد أدى هذا الأمر إلى تقنن القواعد والإجراءات والممارسات، مع التزامات مصاحبة من اجل الامتثال. ومن وجهة النظر القانونية، فالامتثال بالغ الأهمية ويمكن للمرء أن يستمد بعض الطمأنينة في وجود قواعد وأشخاص ذوي المهام الوظيفية الذين يعملون في هذا المجال. 

ولكن، عاقبة هذا الأمر أن الأشخاص يخفقون في أن ينظروا إلى ما وراء القواعد وأن ثقافة الحماية الصحية لها أهمية كُبرى. إن الخبرات الفعلية التي يراها الشباب ويشعرون بها، والعلاقات الصحية التي تشمل أعضاء التدريس وغيرهم بالمدارس هي التي تحدد حقًا الأمان في بيئة معينة. 

إنه تحدٍ كبير. كيف نختبر ونُقيّم تلك الثقافة؟ كيف نفهم ونتحدث مع بعضًا البعض ونفكر في صحة وسعادة علاقاتنا داخل المدارس وخارجها؟ وفي ضمان الامتثال بالتزاماتنا القانونية، يشعر الأشخاص بالأمان والطمأنينة.

ومن ثم، فهل من الضروري وجود توازن حقيقي لضمان وجود وتنفيذ القواعد واللوائح، وكذلك لضمان وجود ثقافة لخلق الأمان والحوار أيضًا؟

فهناك بعض أوجه التشابه مع تنظيم الإنترنت في هذا السياق. إذا وضعت نظامًا، في صورة "افعل هذا، افعل ذلك، لا تفعل هذا، لا تفعل ذلك" فأنت تتفاعل بشكلٍ دائم مع المشكلة الأخيرة، والشيء الذي كان خطأً بالفعل.

فإذا كنا جادين بشأن منع الإساءة والإهمال، فبدلًا من التعامل مع العواقب، علينا أن نسأل أنفسنا "ما الذي يحدد الشروط التي تساعدنا على ممارسة واجب الرعاية تجاه الشباب؟" إنه نوع مختلف من الحوار والذي يأخذنا إلى أساس المشكلة ويتطلب منا الإنصات إلى بعضنا البعض بصدق وشفافية. 

هذا ليس دائمًا بسيطًا، لأن القادة، لا سيما في المؤسسات المرموقة ذات السمعة الممتازة، قد لا يرغبون بالضرورة في سماع أو تصديق وجود مخاطر تتعلق بالحماية. 

كيف يمكن أن تعيق السمعة تنفيذ تدابير الحماية الجيدة؟ 

السمعة لديها الكثير من الإجابات بالنسبة لتاريخ أمان الطفل وسلامته. خاصةً عندما تسوء الأمور بسبب تشجيع القادة لثقافة الدفاعية وإخفاء الأمور التي يفضلون عدم مناقشتها خوفًا من التداعيات التي قد تترتب على سمعة المؤسسة. إن توفير الأمان والرفاهية للأطفال وتعزيز ثقافة صحية ومنفتحة قائمة على التساؤل أولوية هو أمر جدير الإعجاب.

لماذا توليت منصب مستشار الحماية المستقل في تعليم نورد أنجليا؟ 

إنني معجب بالطموحات التي تضعها نورد أنجليا لطلابها، ومعجب بشغف الأشخاص الذين دعوني كي أُلقي نظرة على تدابير الحماية وتحفيز المزيد من المناقشات في هذا الجانب. يوجد أشخاص أعرفهم وأحترمهم في المجموعة والذين أتشوق للتواصل معهم مرةً أخرى. 

ماذا تقول في وصف ثقافة الحماية عالية الجودة؟ ما الذي سنشاهده إذا رأينا حماية ممتازة في المدرسة؟

في البداية، ستكون هناك سياسات وإجراءات يتم تنفيذها ويسهل الوصول إليها. سيكون هناك شخص لديه مسؤوليات محددة لضمان وجود وفهم هذه السياسات والإجراءات، من أجل التأثير على الثقافة. سيكون الأمر أسهل بكثير إذا كان لدى أحد الشاب أو أحد أفراد المدرسة أو أحد الآباء قلق أو مخاوف، فعرف كيف يعبر عنها وما يجب فعله حيالها، وكان واثقًا من أنه سيتم تدوينها في مكان ما، وأنه - إذا لزم الأمر - ستكون هناك عواقب نتيجة لذلك. 

سيكون هناك أيضًا شعور حقيقي بحوارٍ مفتوح حول أهمية الحماية والرفاهية، إلى جانب وجود آليات واضحة للمناقشات والاستجابات في حال كان لدى الأشخاص مخاوف أو قلق.