ما يُقال- ما لا يُقال- عند استلام نتائج الامتحان

بقلم جيني أندرسون
من الاستسلام إلى الاسترجاع: خطة بسيطة من أربع نقاط للآباء لدعم الاستخدام الصحي للهواتف الذكية - Article Issue Download Header
download full issue

قد يكون موسم الامتحان أمرًا يصعب تحمله. فالأطفال متوترون ومتعبون، تمامًا كالآباء، فنحن كذلك نشعر بالإرهاق الشديد. إننا قلقون حيال توترهم وكذلك بسبب النتائج. كيف لا نكون كذلك؟ إن العالم تنافسي، والتقديرات، أو العلامات الخاصة بالامتحان، هي أمر هام. إننا نريد أن يكون لدى أطفالنا خياراتٍ كثيرة قدر الإمكان.

لكن طريقة تفاعلنا حيال النتائج حين وصولها هو اختبارنا الخاص. سواءٌ فرحنا لأن أولادنا حققوا إنجازًا كبيرًا، أو شعرنا بالإحباط لأنهم لم يستطيعوا تحقيق ما هو مرجوٌ في الدراسة، فالامتحانات تقدم لنا فرصةً نادرةً كي نُظهر لأطفالنا أن أهميتهم في كونهم من هم عليه، وليس لما يقومون به.

إنه اختبار لا نجتازه دومًا نحن الآباء.

قام توماس كيرين، وهو أستاذ مساعد في العلوم النفسية والسلوكية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، بتوثيق زيادة الكمالية بين الشباب. وقد وجد أن الأمر بمثابة ناقوس خطر، ذلك لأن الكمالية يصاحبها الكثير من المحصلات السلبية للصحة النفسية. وعندما تعمق في الأسباب الخفية وراء هذه الزيادة، اكتشف أن زيادة توقعات الآباء وكذلك الانتقاد الوالدي- وذلك لوجود معايير كبير يشعر الأولاد أنهم لا يستطيعون تحقيقها- تلعب دورًا كبيرًا في هذا الأمر.

ولا يلوم كيرين الآباء. بل يرى نظامًا يطلب الكثير من الأولاد، والأولاد والآباء يكافحون من أجل تحقيق تلك المطالب. لكن عندما تتجاوز التوقعات ما يشعر الأولاد أن باستطاعتهم تحقيقه، فإن توتر الوالدين يجعل الأمر يزداد سوءًا، وليس العكس.

والامتحانات وقت مثالي للآباء كي يظهروا للأولاد أن المهم هي المعالجة وليس فقط النتيجة والمحصلة. لدينا فرصة كي نوصل ثلاثة أشياء: الأولاد يستحقون طريقةً أكثر من مجرد درجاتهم، فالدرجات تقيس الأداء الدراسي، وهو بالطبع أمر مهم لكنه مقياس ضيق لمعنى أن تكون إنسانًا صالحًا، فهذا أمرٌ صعب للغاية.

يقول ليام كولينان، مدير مدرسة نورد أنجليا الدولية- أبو ظبي "إن الأطفال لديهم أكتاف صغيرة ولا يستطيعون حمل هذا العبء، ومهمتنا ليست إضافة وزنًا آخر على ذلك العبء".

إليكم أفضل طرق التعامل مع الأخبار الجيدة والأخبار السيئة.

 

من الاستسلام إلى الاسترجاع: خطة بسيطة من أربع نقاط للآباء لدعم الاستخدام الصحي للهواتف الذكية - What to say and not say when exam results roll in

 

الثناء

ينبغي ألا يكون الثناء فقط مع تقديرات الامتياز والدرجات النهائية والحصول على A*s و9s أو 40s أو 5s (وهذه هي علامات القمة في امتحانات الشهادة الدولية العامة للتعليم الثانوي (GCSE) والبكالوريا الدولية (IB) واختبار المستوى المتقدم (AP)). بل ينبغي توجيه الثناء للأولاد الذين بذلوا الجهد والوقت وكذلك للأولاد الذين يتحسن أداؤهم.

يقول جون ميلر، مدير مدرسة إيتون بمدينة ميكسيكو سيتي "إن الجهد يحتاج إلى شجاعة". "وهو أمر له خطورة كبيرة عندما يواجَه بالتقليل من الجهد المبذول وتجاهله". فالعديد من الأولاد لا يحاولون لأنهم يفضلون ألا يحاولوا ويفشلوا على أن يحاولوا ويفشلوا ثم يشعرون بالنقص وعدم الكفاية.

إن الهدف من الامتحانات هو اختبار المعرفة. كذلك التعرف على التقدم. وعندما يحرز الأولاد بعض المكاسب، علينا أن نحتفي بهم.

يقول ميلر "أعتقد أن التعليم يتعلق بتقليل الفجوة بين أدائك الحالي وقدراتك المستقبلية".

عليك أن تُثني على التقدم، وليس فقط النتائج الاستثنائية.

وهناك فائدة أخرى للتركيز على الجهد المبذول وليس على النتائج: فالأولاد يستقبلون ذلك بطريقة تمنحهم الكثير من السيطرة على مجهودهم.

تشير مئاتٌ من الدراسات إلى أن الأولاد الذين يحصلون على الثناء على مجهودهم يحاولون بجديةٍ أكثر ويثابرون في المهمات والواجبات لفترةٍ أطول من الأولاد الذين يحصلون على الثناء لكونهم "أذكياء". فأولاد "المجهود" لديهم عقلية نمو تتميز بالمثابرة والتوق إلى الإتقان، لكن الأولاد "الأذكياء" فلديهم عقلية ثابتة، يعتقدون فيها أن الذكاء فطري وليس قابلًا للتأثر والتدريب. وفي الغالب يريد هؤلاء الأولاد تنفيذ المهمة بأمان، كي يدفعوا عنهم خجل الإخفاق المحتمل.

 

 

الشعور بالإحباط

 

لنقُل أن طفلك قد حاول بجدٍ لكنه لم يبلغ الهدف. إنهم محطمون. يقول كوليان من مدرسة نورد أنجليا أبو ظبي، فواجبك هو أن تكون معه وتحيطه بالحب والحنان.

وتتحدث ليزا دامور، وهي طبيبة نفسية ومؤلفة رائجة، عن كيفية إرشاد طفلٍ يتلقى خبرًا سيئًا*. كن معه واحتفظ بهدوئك. كذلك تقترح قول شيءٍ مثل "لم يحدث الأمر بالطريقة التي أردتها ولأننا نحبك ونريد لك ما تريده لنفسك، فإننا سنشعر بالإحباط نيابةً عنك". فقط اشعر بالإحباط معهم.

فالهدف ليس هو إصلاح الموقف أو إصلاح طفلك. بل أن تكون معه في لحظةٍ صعبة عليه وتعطيه الثقة بأنه سيجتاز هذا الأمر. فالامتحانات ليست مقياسًا للإنسان- إنها مقياس لمجموعة من المعايير الدراسية المهمة، لكنها محدودة أيضًا. فهذه النتيجة لن تحطم مستقبل الأولاد. ربما تغيره، لكن هكذا هي الحياة. والحل هو أن تكون داعمًا لهم، وأن تساعدهم في تجاوز الأمر.

وقد حكى كوليان قصة طالبِ مضغوط في الثامنة من عمره والذي حصل على 64% فقط في الامتحان. وقد شوهد الطالب حزينًا منزعجًا وقال أنه يحتاج إلى الاتصال بوالدته، والتي ستشعر بخيبة أمل كبيرة فيه. حاول كوليان تجربة طريقةٍ مختلفة في الحديث: فقد ركز على جوانب التحسين وليس النتيجة الحالية. فقال للطالب: "حسنٌ! هذا يعني أنه متبقي 36% كي تربح!" إن اختياره للكلمات والأسلوب قد أوصل رسالةً إلى الطالب بأنه لم يخفق، وأن هناك مساحة كبيرة للنمو والارتقاء. يستمر كوليان قائلًا "إنها بروفة بملابس التمثيل".

يُمسك كوليان يده ويستخدم أصابعه الثلاثة ليوضح هدفه. "كل طفل لديه موهبة، كل طفل لديه مهارة، كل طفل لديه قاعدة معرفية. وبالنسبة لكل طفل، فما بين الأصابع، هناك ضعف محتمل وواجبنا كآباء وكذلك واجب المدارس هو العمل معًا للاحتفاء بنقاط القوة والمعرفة حيث يكمن الضعف المحتمل، ثم دعم الطفل كي ينمو ويرتقي". سيكون بعض تلك الأمور أكاديمية لكن سيكون هناك أيضًا نقاط قوة أخرى كي نراها ونشجعها.

 

لحظة التعلم

أراد طفلك الدراسة والمذاكرة، لكنه كان يجد دومًا العديد من الأشياء الأخرى المرحة كي يفعلها. ألعاب الفيديو. الأصدقاء. الرياضات. مواقع التواصل الاجتماعي. إنهم يحصلون على علاماتٍ ضعيفة وأنت متلهفٌ لما يلي:

  • أن تقول "لقد أخبرتك أن هذا سيحدث"
  • تطالبهم بالاعتراف بأخطاء أساليبهم
  • تعاقبهم

عدم فعل أيٍ مما سبق.

من المحتمل أن يشعروا بشيء من خيبة الأمل والإحباط. دعهم يجربوا هذا الشعور. عانقهم أو امنحهم الثقة. "أرى أنكم تشعرون بخيبة أمل". اترك الأمر عند هذا الحد.

لا تكون لحظة التعلم عند تلقي الأخبار السيئة. بل تكون لحظة التعلم عندما تستقر عواطفهم (وعواطفكم)، وتهدأ دفاعاتهم، وتوجد مساحة للحديث والحوار بشأن عادات الدراسة والمذاكرة والتخطيط وما قد يفعلونه بطريقةٍ مختلفة في المرة القادمة.

يقول ميلر من مدرسة إيتون "إذا كان هناك مجالٌ للتحسين، فينبغي أن يكون له حديثٌ منفصل في يومٍ آخر". "فخطة العمل تأتي لاحقًا".

تذكّر، إنهم أشخاصًا يتأثر تكوينهم بشكلٍ كبير. فطريقة رد فعلنا تشكل طريقة تكوينهم. ومهمتنا هي توصيل فكرة المقدرة.

لقد أخفقت في هذا الأمر، لكن يمكنك الأداء بشكلٍ أفضل في المرة القادمة.

إنك لم تبذل الجهد المناسب، لكنك تستطيع ذلك في المرة القادمة.

لقد أسأت تقدير مقدار ما تعرفه. إنها نقطة بيانات عظيمة لك حين تذاكر في المرة القادمة للامتحان وتشعر بالثقة بما حصّلته من أجله.

يقول ميلر "لا يمكن للآباء أن يسمحوا لامتحان واحد أو مجموعة من الامتحانات تصنيف الطفل".

إننا نعلم أنهم أكثر من مجرد مجموعة من الدرجات. ووقت نتائج الامتحان هو أفضل الأوقات كي تُظهر لهم ذلك.

 

 

Article Related