19 November 2024
4 MINS

النوم. الحل لمساعدة الطلاب كي يزدهروا.

Jenny Anderson
النوم. الحل لمساعدة الطلاب كي يزدهروا. - The reality of being a Third Culture Kid النوم. الحل لمساعدة الطلاب كي يزدهروا. - The reality of being a Third Culture Kid
في فبراير 2023، ذهب ليام كولينان إلى عرضٍ تقديمي للآباء عن أهمية النوم. ماري كارسكادون، وهي خبيرة نوم مجددة، قد تحدت مدراء المدارس في أن يعرفوا ويتجاوبوا مع حقيقة أن الأطفال يحتاجون إلى قدرٍ أكبر من النوم عن الذي يحصلون عليه.  

أما كوليان، والذي تصادف أن يفتتح أحدث مدرسة نورد أنجليا في الشرق الأوسط في ذلك الخريف، فقد تأثر بشدة بهذا الأمر، ووافق على التحدي، وابتكر نموذج يوم دراسي مرن. 

في مدرسة نورد أنجليا الدولية في أبو ظبي، يبدأ اليوم الدراسي في الساعة 8:20 صباحًا، بعد أكثر من ساعة من موعد المدارس الخاصة الأخرى في المنطقة. ويقوم الآباء بتوصيل الأطفال الساعة 7:15 من أجل برنامج إثراء صباحي، والذي يركز فيه الطلاب على عافيتهم وأداء تمارين اليوغا، والرياضات، أو تناول الإفطار أو المذاكرة. لكن الأولاد يمكنهم أيضًا المكوث بالمنزل والحصول على قدرٍ أكبر من النوم.

وأكثر من 60 بالمائة من الآباء يُحضرون أولادهم بعد وقت بدء اليوم الدراسي.

وقد ذكر كوليان "لقد اقتنع بهذا الأمر آباء أطفال السنوات المبكرة والمراهقين"،  "فإنهم يريدون أن يحصل أولادهم على راحةٍ، كذلك يرغب المراهقون في الاستلقاء لفترة أطول".

 

المشكلة 

تقول ليزا دامور، وهي طبيبة نفسية أمريكية، أن النوم هو الغراء الذي يجمع أجزائنا سويًا.

لكن مع علمنا جميعًا بأن نقص النوم يجعلنا سهلي الاستثارة والغضب، لكنه مهم للغاية أيضًا للمرونة العاطفية، والذاكرة والمعرفة، وكذلك لمناعةٍ وصحة نفسية أفضل.

ومع ذلك، فقليلٌ من الآباء يعرف بالضبط مقدار النوم الذي يحتاج إليه الأولاد، وأن الكثير من الشباب لا يحصلون على النوم الذي يحتاجون إليه.

حسب مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، يحتاج الأطفال في سن المدرسة (6-12 عام) من 9-12 ساعة، كما يحتاج المراهقون من 8-10 ساعات من النوم في الليلة حتى سن 18 عامًا. فالأطفال لديهم احتياجات متفاوتة كما هو الحال مع البالغين، وهذا ما يجعلهم متفاوتين.

البحث أن أكثر من نصف طلاب المدارس المتوسطة وأكثر من 70 بالمائة من طلاب المدارس الثانوية لا يحصلون على ساعات النوم الذي يحتاجون إليه وهو ما بين 8 ساعات إلى 12 ساعة. تقول لويس، في الوقت الذي يقلق فيه العديد بشأن الصحة النفسية للمراهقين، فإن النوم هو الأيسر بالنسبة لها: فالأرق المزمن يفاقم من الاكتئاب، والقلق وحتى الانتحار.

الأمر ليس رسالة ترسلها العديد من الثقافات المدرسية. تقول ليزا إل لويس، وهي صحفية أمريكية ومؤلفة كتاب المراهق المحروم من النوم: لماذا نرى أولادنا المراهقين متعبين لهذه الدرجة، وكيف يمكن للآباء والمدارس مساعدتهم على الازدهار. "إنه أمر سخيف-فالأمر مثل التباهي بشأن مقدار الهواء القليل الذي تحتاج إليه."

فالتحدي بالنسبة للعديد من الأُسر هو أن المراهقين ينامون بشكلٍ مختلفٍ عن البالغين. فالمخ لديهم يفرز هرمون الميلاتونين، والذي يجعلهم يشعرون بالنُعاس، متأخرًا عن البالغين، مما يعني أنهم لا يشعرون بالتعب حتى وقتٍ متأخر. وفي الغالب يمكثون على الأجهزة حتى وقتٍ متأخرٍ من الليل، الأمر الذي يحفّز المخ لديهم أكثر وأكثر، مما يجعل النوم أكثر صعوبة. وعندما يضطرون إلى الاستيقاظ مبكرًا للمدرسة، يبدون في الغالب مثل الزومبي.

يقول كوليان "في مدرستنا الثانوية، لاحظتُ أن أولادنا لا يتوافقون مع التعلم حتى وقت الفُسحة". وبينما تحاول العديد من المدارس أن تضع المواد "الرئيسية" مثل الرياضات أو اللغة الإنجليزية في بداية اليوم الدراسي عندما يكون الأولاد مفعمين بالنشاط، إلا أن الخيار الأفضل للمراهقين ربما يكون متأخرًا عن ذلك في الصباح عندما يكونوا يقظين بالفعل.

"أطفالي من مواطني العالم"

 

فالمدارس والآباء في يومنا هذا يدركون أكثر من ذي قبل التحديات والفرص الخاصة بتنشئة الأطفال بعيدًا عن "الوطن". تقول سوبيا "إن أطفالي من مواطني العالم"، وهو عامل يميزهم كأفراد، بالنسبة للكليات، وبالنسبة لجهات العمل. ينشأ أطفال الثقافة الثالثة في مجتمعٍ أكثر تنوعًا يجعلهم في الغالب متفتحين بشكلٍ أكبر من غيرهم.

 

فقد تعرضوا للعديد من الديانات والأعراف الثقافية، وبالتالي لديهم تجربة حية عميقة للتفكير بمنظورات متعددة. وقد لاحظت ماهوني أن هؤلاء الأطفال يميلون إلى أن يكونوا "متحدثين عظماء" قادرين على قراءة لغة الجسد والإشارات الاجتماعية بطريقة ربما تكون لدى العديد من المراهقين في المجتمعات الأكثر تجانسًا.

فكلمات مثل الانتماء والهوية هي كلمات مُقدّرة ولها قيمتها ويتم الاحتفاء بها بطرقٍ لم تكن كما كانت قبل حتى 10 سنوات. وفي نفس الوقت، فإن العولمة تعني أنه من السهل أن تجد الأُلفة في معظم أنحاء العالم. وانتشار التكنولوجيا يعني أن الأولاد الذين يتنقلون لديهم أدوات أكثر مما كان لدى الأجيال السابقة كي يتواصلوا، بدايةً من تطبيق Snapchat وتطبيق WhatsApp حتى ألعاب الفيديو المتعددة اللاعبين. 

إلا أن هذه التغييرات يمكنها أن تُخفي تحدياتٍ أعمق لكونك طفل ثقافة ثالثة، وهي بالتحديد تكوين علاقات دائمة وبناء هوية والعمل الجوهري لمرحلة الطفولة والمراهقة. 

 

فما الذي تستطيع المدارس فعله لدعم أطفال الثقافة الثالثة وأسرهم

يقول قادة المدارس أن خلق شعور قوي بالمجتمع هو الأساس. يقول تيم ريتشاردسون، وهو مدير المدرسة البريطانية في غوانغدونغ، وهي جزء من تعليم مدرسة نورد أنجليا، "إن الانتماء بالنسبة لنا هو الانتماء لمجتمع مدرستنا". "أهم شيء بالنسبة لشبابنا وأسرهم هو أنه أيًا كان المكان الذين أتوا منه وأيًا كان المكان الذي سيذهبون إليه في غضون ستة شهور - أو في غضون سنة أو سنتين- فإنهم في هذه اللحظة ينتمون إلى مجتمعنا وهذا يضيف ثراءً لحياتهم." فهذا الأمر يتم بناؤه من خلال العمل الأكاديمي وكذلك الفعاليات والرحلات الاجتماعية والمناهج الإضافية. 

ويقول ريتشاردسون أنه يتم تكوين الفصول كل عام لتشجيع الجماعات القليلة وزيادة القدرة على التكيف بين الأطفال. فيتم تعيين رفاقًا للأطفال الجدد وعندما يكتشف الطفل أنه سينتقل، تستطيع المدرسة أن تجد على الفور شخصًا قد عاش هناك. فالمنهج دولي، وبه تأكيد قوي على الثقافة المحلية. يقدم الحرم العالمي لمدرسة نورد أنجليا منصة تعلم رقمية لتواصل الأولاد حول العالم كي يتعاونوا ويترابطوا- وكذلك ليتعاطفوا مع بعضهم البعض.

تتفق سوبيا مع هذا، فتقول أن الشعور القوي بالمجتمع في المدرسة يمكن أن يعمل كنوعٍ من الوقاية ضد رياح التغيير بالخارج. وتقول سوبيا "إن المجتمع عظيم بالداخل، ومن ثم، نستطيع إدارة ما يحدث بالخارج".

في مدرسة السيدة لامب بالدوحة، يتعرض الأطفال في وقتٍ مبكرٍ للكثير من المعلمين المتخصصين. وقالت السيدة لامب "إننا نحاول تطبيع التنقل وإدارة الكثير من العلاقات". 

وقد تعلمت السيدة لامب خلال تجربتها كرائدةٍ مدرسية وكذلك كأم لأولاد الثقافة الثالثة أن دعم الوالدين هو أمر أساسي أيضًا. فالأمر بالنسبة للطلاب قد يكون في النهاية الحياة الوحيدة التي يعرفونها. لكن بالنسبة للوالدين في أول تعيين لهم، يبدو العالم فجأة غير مألوفًا بالنسبة لهم.

تقول السيدة لامب "إذا اعتنينا بالوالدين وجعلناهم يشعرون بالأمان، فسوف يشعر الأطفال بأمانٍ أكثر". 

ورغم التقدم الكبير في التعرف على الاحتياجات الفريدة لأطفال الثقافة الثالثة، إلا أن هناك الكثير من العمل لا زال كي يتم إنجازه. وتتمنى السيدة لامب أن لو كان هناك مزيدًا من الدعم في شكل مرشدين نفسيين، وخاصةً من أجل سنوات المراهقة عندما يواجه الطلاب أعلى مخاطر تحديات الصحة النفسية المرتبطة بالعزلة. إن الانتقال إلى الجامعة هو أمر صعب، وأحيانًا يحتاج الطلاب إلى شخص يتحدث معهم والذي لا يكون معالجًا نفسيًا كذلك ليس معلمًا أو أحد الوالدين. تقول السيدة لامب "أحيانًا يحتاجون إلى نصف ساعة في مكانٍ هادئ ليتحدثوا مع من يستمع إليهم". 

وتشجع ماهوني المدارس على الاستعانة بالطلاب السابقين للمساعدة في تلك الانتقالات. وتقوم ماهوني بإدارة مجموعات تركيز من المراهقين حول العالم والشيء الذي يتوقون إليه هو مزيد من النصح من الأقران القريبين منهم وليس من الآباء الذين لديهم حياة بها القليل من التحمل لأولادهم. كذلك تقترح أيضًا أن تركز المدارس على الماكثين (الذين لا يذهبون) وليس فقط على المغادرين. 

 

ما الذي يستطيع الآباء فعله: أن يجعلوا الأسرة الركيزة الأساسية

أحيانًا يفترض الكبار أن الأولاد يفهمون الأمور التي لا يفهمها الكبار. يقول ريتشاردسون "اشرح ما يحدث". هناك وظيفة جديدة، وفرصة جديدة. وبينما ستتغير بعض الأمور، فالعديد من الأمور الأخرى لن تتغير. فالأسرة سوف تبقى كما هي ولن تتغير. من الممكن الاحتفاظ بالصداقات. 

يسرد ريتشاردسون انتقاله إلى مدينة دبي بينما كان طفلًا صغيرًا، قبل أن تصبح دبي مركزًا عالميًا. كانت والدته تعمل مُعلمة وأخذت وقتًا كي تشرح له ما سيحدث. كان لمدرسة قريته تجمعًا في دبي- وهو حدث يشك أن أمه كانت مساهمة في تنظيمه. ويقول "إذا كنت ستنتقل، وإذا كنت ستغير مكانك، تأكد أنك تفهم وتقدر أهمية ذلك بالنسبة لطفلك".

 

العمل مع المدرسة

تأكد من إخبار المدرسة بما يحدث واطلب دعمها. يقول ريتشاردسون أن الدعم قد يكون مفيدًا في إيجاد مدرسة مناسبة في البلد الجديدة وإيجاد أشخاص في المدرسة الحالية للطفل والذي ربما قد عاشوا في تلك البلد.

 

المُضي قُدمًا، والقيام بالمزيد من العمل 

هناك مزيد من إدراك وقبول التحديات التي تواجه أطفال الثقافة الثالثة. تتذكر موهاني حديثها مع قائد مدرسي في مدرسة دولية بارزة في آسيا منذ سبع سنوات والتحذير بشأن تحديات الصحة النفسية لأطفال الثقافة الثالثة. ثم "غادرت بهدوء." وقد عاد منذ سنوات قليلة، مذهولًا من مستويات القلق والاكتئاب المرتفعة حوله. وقد أخبرها "أعتقد أننا كنا نناصر النجاح الأكاديمي على حساب صحتهم النفسية". وقد أراد أن يعرف ما يمكنه فعله.  

إنه ليس الوحيد. 

وتقول ماهوني "إن بناء الذكاء العاطفي لدى الأطفال هو أحد أفضل الأشياء التي يمكن فعلها في السن المبكرة". "فهذا يمنحهم المهارات لاستكشاف طفولة جميلة ومركبة." 

وتواجه ماهوني التحديات بصدرٍ رحبٍ الآن، كذلك نجدها سريعة في الإشارة إلى أنها راضية تمامًا بها. "أشعر أنني متميزة للغاية لأني نشأت في ثقافات ودولٍ مختلفة".

 

نبذة عن جيني أندرسون

أنا صحفية وكاتبة حائزة على جوائز أتمتع بخبرة تمتد لعشرين عامًا في مؤسسات مثل صحيفة نيويورك تايمز وكوارتز. أركزُ في الوقت الحالي على التعلم: ما الذي يحتاج الأطفال إلى معرفته، وما أفضل طريقة لدعمهم وكذلك دور التكنولوجيا في هذا الأمر. أحدث كتابٍ لي The Disengaged Teen: Helping Kids Learn Better, Feel Better, and Live Better (Crown, 2025) متاح حسب الطلب المسبق هنا. تابعني عن طريق الاشتراك في منصتي المجانية على Substack كيف تكون شجاعًا